هل تلدغنا الميادين كما لدغتنا الجزيرة
د.نسيب حطيط
لقد تابعت الشهادة التاريخية لسماحة السيد حسن نصر الله على الميادين وأقلقتني بعض أسئلة وتعليقات المحاور وماأثارته من تعليقات مستغربة من مخلصين ومحبين للسيد والمقاومة .
لقد أكد المحاور دون مبرر ان يؤكد ان المقابلة مباشرة في الساعة الأولى منها ، وافلت صوته تعقيبا لسؤال بأن جواب السيد لأول وآخر مرة... ! لقد تذكرت الجزيرة التي أعطتنا أكثر من 15 عاماً لكنها استطاعت أن تنشر التطبيع مع العدو الإسرائيلي والسيطرة على العقل العربي لتكون رأس حربة "الأسلحة الناعمة" لتقنعنا بأن أميراً يدعم الديمقراطية، وتربطه علاقات مع إسرائيل ....يؤيد المقاومة !!
العقل العربي ينسى ويميل نحو العاطفة والإنفعالية والسطحية والمظاهر، مما يسمح بتكرار تجربة الجزيرة " مع الميادين" التي تعطينا الآن معظم إنتاجها وإمكانياتها أي كل "العسل" الذي تنتجه ،مع بعض الجرعات المسمومة التي إن انكشفت إعتذرت بخجل عنها ومنها:
- لقد أوردت الميادين في برنامجها عن حرب تموز بأن الرئيس أميل لحود وافق على النقاط السبع ثم اعتذرت عن الخطأ بعدما تنبه إليه معاونو الرئيس !
- أوردت الميادين أن الجنود الإسرائيليين الذين دخلوا ثكنة مرجعيون دخلوا كمحتلين خلاف الواقع فهم دخلوا هاربين يطلبون الحماية وذلك لتبرئة من استضافهم وأعطاهم الشاي !!
- عندما إنفجرت عبوة بئر العبد، أذاعت كل الوكالات أن الإنفجار وقع في موقف عمومي للسيارات قرب تعاونية إستهلاكية... إلا مراسلة الميادين التي أكدت إن الإنفجار وقف في حي تتكثف فيه مكاتب حزب الله وبعض القيادات!
- لقد سحبت الميادين مراسليها من القصير قبل سقوطها بعدما استقرت حولها مدة طويلة ولم ترجعهم إلا بعد ملاحظة وزير الخارجية السوري اثناء مقابلته مع الميادين.
- يحرص مقدمو البرامج في الميادين بأن لاينتقد ضيوفهم قطر واميرها بحجة اللياقة والموضوعية مع أن النقد هوسياسي وليس شخصيا
- الضبابية التي غطت دور مراسل القناة اثناء احداث عبرا والشبهات التي دارت حوله خاصة وأنه ليس مراسلا عاديا نظرا لتاريخه وعلاقاته العامة التي صرح عنها .وأمثلة كثيرة يمكن للمراقب الواعي أن يلتقطها ويسأل عنها للحصول على جواب للأسئلة التي تطرح توخيا للحقيقة وليس للإتهام ... لكننا من كثرة ما لدغنا أصبحنا نشك ونحذر... فالناس تسألنا .. كيف يمكن لمراسل في قناة الجزيرة أن يؤسس قناة تنافس الجزيرة بدون إعلانات!
إن العقل المدبر للميادين " هم من كانوا في الجزيرة ثلاثة أو خمسة ومعظم العاملين فيهاهم من بيئة المقاومة المنتشرين بين مسؤوليها وبيوتها وأحياؤها !
كان طموح من أسس الميادين إفتتاح سلسلة مطاعم في الضاحية الجنوبية بعد حرب تموز 2006 ثم إنقلب إلى "الميادين" بعدما رفض مشروعه كما قيل ؟
نطرح الأسئلة وليس الإتهام.. فنحن الذين استقبلنا عضو الكنيست الإسرائيلي ومنحناه لقب المفكر العربي ... فكان حصان طروادة وأحد أدوات الحريق العربي !
هللنا للشيخ يوسف القرضاوي فكان أهم المفتين بالقتل والتخريب والتكفير و كانت الجزيرة جسر عبورهم إلينا وإلى المجاهدين والمقاومين تبحث عنهم لتظهرهم للناس... ويلقون مصيرهم فيما بعد!
نطلق النفير والتحذير قبل أن يغدرنا أحد وقبل أن يتغلغل في عقولنا أحد خاصة وأن هناك منظومة تكلف العاملين معها بفسح الطريق أمام بعضهم البعض وتكيل المديح لبعضها ليصبحوا مقاومين وأبطالاً مهيئين للمستقبل القادم ... وتصنع أبطالا وهميين يمثلون رموز "مقاومة المكاتب لتحقيق المكاسب" !
لا نتهم الميادين بل ونتيجة ما أصبنا من طعنات ولدغات وغدر فأصبحنا نميل إلى الحكمة القائلة "سؤ الظن من حسن الفطن" خاصة ونحن نعيش في ذروة الفتنة والحروب الناعمة والقاسية، الباردة والحارة فعلينا الإنتباه والحذر واليقظة قبل فوات الأوان.